as7apmodern
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

as7apmodern

ترفيهى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 شق النهار‏..(11)‏ الخروج من الشرنقة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ahmed
الاشراف العام
الاشراف العام
ahmed


ذكر
عدد الرسائل : 222
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 29/01/2009

شق النهار‏..(11)‏ الخروج من الشرنقة Empty
مُساهمةموضوع: شق النهار‏..(11)‏ الخروج من الشرنقة   شق النهار‏..(11)‏ الخروج من الشرنقة Icon_minitimeالخميس يناير 29, 2009 2:58 pm

رنين الهاتف المحمول لم يفلح في إيقاظه إلا بعد حين‏!‏ لم يكن نائما ولكنه هجع مسترخيا في تلك المساحة الغائمة التي تتأرجح علي هامش الوعي‏...‏ وجاءه صوتها أخيرا أحقا ستسافر؟‏,‏ تنبه للسؤال ولأهمية رده عليه‏,‏ صمت برهة يسائل نفسه أولا‏:‏ هل تواصل اللعبة أم تكف عنها؟‏..‏ ولم ير إلا أن يلقي الكرة في ملعبها

ـ وما رأيك أنت؟ تريدينني أن أسافر؟‏..‏
ـ وما شأني بقراراتك؟ أريد فقط أن أعرف وجهة سفرك إن كنت جادا‏..‏

ـ الحقيقة أن أمامي فرصة للاختيار بين بلدين‏..‏ تونس أو لبنان‏!..‏

ـ رأيي أن الإسكندرية أفضل‏..‏ فكر في الإسكندرية‏..‏

وضحكت ضحكة خفيفة أحس فيها بنبرة ساخرة‏..‏ وحين انتهت المكالمة كان جسده يرتعد تحت ضغط إحساسه بأنها قد اكتشفت بطريقة ما أبعاد لعبة الغياب وأنها لاشك تراه الآن في صورة الأخرق النزق‏..‏ وانتابه خجل أحنقه عليها وعلي نفسه واتخذ قراره بأن يسافر بالفعل‏!‏

كانت الأمسية ثقيلة راكدة الهواء‏..‏ وذرات الغبار العالق بجو خماسيني حار تلسع أنفه وتحول عملية التنفس الي ما يشبه الاختناق‏..‏ والشرفة البحري المطلة علي سرايا الباشا والتي كانت دائما يغربل الهواء فيها ويحمل الي الجالس فيها عطر الياسمين‏..‏ لا يتحرك هواؤها بنسمة شاردة‏..‏ بل يمتلئ بالهاموش وحشرات أخري صغيرة تلدغ في لزوجة منفرة‏!‏ يحس بأنفاس الشيخ عادل تلامس بدورها أديم أذنيه‏..‏

ـ أوحشتني برغم نذالتك‏!..‏

التفت إليه ورآه يسحب الكرسي ويجلس‏..‏ إذن فقد أنهي الشيخ عادل غربته الاختيارية‏!‏

ـ أتظن فعلا أنني نذل يابن عمتي؟
ـ أظن؟ أنا علي يقين يا ابن خالي‏..‏

***‏
رأتهما خلف ستائر الصالة العلوية جالسين معا‏..‏ وخالجها إحساس غير مبرر بالابتهاج‏..‏ كانت تعرف عن يقين مدي ارتباط كل منهما بالآخر‏..‏ لم يكن ارتباط ذوي القربي بقدر ما كان ارتباط الصداقة الحميمة‏..‏ وكم أزعجها وجودها عند مفرق الطريق بينهما‏..‏ وحزنت فعلا لانقطاع الشيخ عادل عن سرايا الباشا‏,‏ خاصة أنها وقد علمت أنه انسحب من منافسة ـ رآها غير متكافئة ـ بينه وبين ابن خاله وصديقه الأقرب‏..‏ ومس قلبها احساسه بالعجز‏..‏ ولكنها أدركت مثلما أدرك هو أن المنافسة قد حسمت لمصلحة أستاذ الجامعة‏!‏

من خلف كتفها جاءها صوت الأم‏:‏ لا تعطي للآخر أملا كاذبا يا ابنتي‏..‏

أنا لم أعط أيهما أي شئ‏..‏ ولا أريد‏!..‏ ربما أكون قد اخترت‏..‏ ولكني لن أعلن لأني لن أرتبط ولن أسلم قيادي للرجل مرة أخري‏..‏ وانت تعلمين الأسباب‏..‏

نعم‏!‏ كانت الهانم تعلم الأسباب ولكنها لم تكن تتصور في الوقت ذاته أن تظل نهير سجينة لتجربة تعسة تحكمها لآخر العمر‏!..‏ حدثتها عن حتمية النسيان ومداواة الداء بنفس الداء‏..‏ وضرورة البحث عن فرصة أخري للسعادة‏!‏ فأجابتها بأنها لن تطارد الفرصة‏..‏ ولكنها لن ترفضها اذا لاحت متوافقة مع شروطها‏!‏

فهل كان هو تلك الفرصة؟ ربما‏..‏ ولكنها لابد أن تتريث‏..‏ وتطابق الصورة علي لائحة الشروط‏..‏

...‏ في صباح اليوم التالي كان عليه أن يلحق بموعد محاضرته الأولي في تمام التاسعة‏..‏ وركب سيارته واخترق بها طرق حلوان حتي وصل لمشارف الجامعة‏,‏ ليجد الطريق مغلقا تسده جموع الطلاب وحولهم سياج من رجال الشرطة التابعين لتلك الناقلات ذات اللون الزيتوني ـ سمع أنهم يسمونها عربات الترحيلات ـ وقد رآها كثيرا تربض بجوار مباني الجامعة علي أهبة الاستعداد‏!‏ وكان كلما رآها يتذكر الأب والأخ الشهيد وينقبض صدره بإحساس مختلط من الرهبة والحزن والتشاؤم‏..‏

حاول أن يقاومهم هذه المرة بالتصميم علي اختراق الحصار والوصول الي مبني الكلية‏..‏ أخبره واحد من الضباط المشرفين علي الحصار بأنها مظاهرة شوية عيال لازم يتربوا‏...‏ وبعد لحظات رأي بعينيه نموذجا عمليا للتربية التي تحدث عنها الضابط‏..‏ رأي طالبين محاصرين بين ثلة من رجال الأمن ينهالون عليهما ضربا في نوع من السادية المفرطة‏..‏ وحين سقط أحد الطالبين أرضا تعقبته الأحذية الثقيلة ركلا في قسوة اقشعر لها بدنه فترك السيارة وأسرع الي أطراف الدائرة الجهنمية‏..‏ وهتف مهيبا بأحد قواد الحملة الذي وقف يشاهد ما يحدث وعلي وجهه ابتسامة مقيتة ألا يمكنكم أن تؤدوا واجبكم الأمني بدون البطش وتجاوز الحدود؟‏,‏ التفت له الرجل ذو النظارة السوداء والشارب الغليظ وهو يلوك اللبانة في فمه‏..‏

ـ ومن تكون بسلامتك؟
أخرج له الكارنيه وناوله إياه‏..‏ نظر فيه نظرة سريعة‏..‏ رماه علي الأرض وأشار برأسه الي مساعديه نحو د‏.‏ شوقي‏..‏

وفي لحظات وجد نفسه بين أيدي اثنين من الجنود العمالقة تحمله الي صندوق الترحيلات الزيتوني‏..‏

قذفاه علي أرض العربة تحت أرجل كثيرة لمجموعة ممن سبقوه‏..‏ شباب تعرف فيهم علي بعض تلامذته‏..‏ جروحهم تقطر دما وشفاههم متورمة وعيونهم اختفت داخل الجفون المنتفخة‏..‏

ماذا يحدث؟‏..‏ سؤال أخرج من ذاكرته أصداء لمشهد قديم‏..‏ الأب يوم الافراج عنه بعد شهور قضاها في ضيافة ليمان الواحات‏...‏ بعد أن سمع نقاشا احتدم بين شهدي وشوقي‏..‏ كان هو يؤكد لشقيقه الأكبر أن اشتغال الأب بالسياسة مغامرة ستدفع الأسرة ثمنها‏..‏ وجاء صوته يتهدج زحفا علي جدران الذاكرة‏..‏ كان يقف في مدخل الحجرة وقد بدا أكثر طولا‏..‏

ـ لن يضمن لك الخوف والاختباء الأمان الذي تظن‏..‏

وها هو يترنح علي إيقاع سير الصندوق وقد انتابه خدر الحواس حين ترتطم بمفاجأة الصدمة‏..‏ ذهبت الصدمة وجاء النوم‏..‏ احتواه مغيبا كل مشاعر الخوف‏..‏

...‏ علي الأرض الأسفلت‏..‏ كان دكتور شوقي‏..‏ أستاذ الهايدروليكا‏,‏ يعاقر أضغاث حلم عبثي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كافو
عضو
عضو
كافو


عدد الرسائل : 6
الجنس : ذكر
تاريخ التسجيل : 29/01/2009

شق النهار‏..(11)‏ الخروج من الشرنقة Empty
مُساهمةموضوع: رد: شق النهار‏..(11)‏ الخروج من الشرنقة   شق النهار‏..(11)‏ الخروج من الشرنقة Icon_minitimeالخميس يناير 29, 2009 3:43 pm

موضوع جااااااااااااااااااامد يا أحمد

تسلم يا حج
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شق النهار‏..(11)‏ الخروج من الشرنقة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
as7apmodern :: القسم العام :: القسم الادبى-
انتقل الى: